الأربعاء، 31 مارس 2010

الشيوعية


شيوعية
الشيوعية هي نظرية إجتماعية وحركة سياسية ترمي إلى السيطرة على المجتمع ومقدّراتة لصالح أفراد المجتمع بالتساوي ولا يمتاز فرد عن آخر بالمزايا التي تعود على المجتمع.وتعتبر الشيوعية (الماركسية )تيار تاريخي من التيارات المعاصرة. الأب الروحي للنظرية الشيوعية هو كارل ماركس ومن أهم من توغل في النظرية الشيوعية وأسهم في الكتابات والتطبيق فيها هو فلاديمير لينين.
الشيوعية الأولى
كثير من المثقفين الغربيين قاموا بالدفاع عن أفكار مشابهة لفكرة الشيوعية. ففي القرن الرابع، قام الفيلسوف اليوناني افلاطون بإقتراح يضع ملكية العقار بيد طبقة مثقفة من المجتمع لكي يبعد عن طبقات المجتمع الدنيا التناحر فيما بينها في ملكية العقار. في العام 1534م، قام المدعو جون من مدينة لايدين بتحويل مدينة منستير إلى مجتمع أطلق عليه اسم "القدس الجديدة" وابتدع فكرة تعدد الأزواج والزوجات إلى أن هجم الكاثوليك على تلك المدينة مما أدى إلى حدوث مذبحة في المدينة ونهايه حلم المدعو جون. في القرن التاسع عشر وإبّان الثورة الصناعية، سأم الكثير من الإنحطاط والإضطهاد الذين ألمّا بالناس نتيجة اللهث وراء لقمة العيش فأعتزلوا المجتمع، ونذكر هنا روبرت أوين الذي إعتزل المجتمع وكوّن مجتمعاً صغيراً أسماه نيو هارموني في ولاية إنديانا الأمريكية وكان المجتمع الصغير الذي أنشأه يتخذ طابعاً شيوعياً.

كارل ماركس
أفكار ماركس و إنجلز
أفكار كل من كارل ماركس و فريدريك إنجلز مثّلت الشيوعية كحركة ثورية ولكن ليس من الضروري أن تتبلور هذه الحركة في بقعة معينة من العالم بل من الممكن أن تحدث في العالم كلّه إستناداً على الورقة التي تقدّم بها الرجلان في وصف الشيوعية. يصف الرجلان التاريخ -بحلوه ومرّه- بأنه صراع بين طبقات المجتمع وفي كل مجتمع، نجد أن طبقة صغيرة متنفّذة تشرف على عملية الإنتاج والعطاء بينما السواد الأعظم من المجتمع يسهم إسهاماً قليلاً في عجلة المجتمع الإقتصادية والإنتاجية. في هذه المرحلة، كانت الرأسمالية تتحكم وتسيّر عجلة الإقتصاد بصورة غير منصفة من وجهة نظر كارل ماركس|ماركس في ورقته المعنونة بـنظرية قيمة العمل. يُسهب الرجل في كيفية إستغلال البرجوازيين للطبقة الكادحة ويستدلّ بالطريقة التي يشتري بها أرباب الأعمال وقت العامل عن طريق دفع راتب مقطوع لهذا العامل ومن ثمّ يقوم ربّ العمل ببيع السلعة التي يصنعها العامل بفارق ربح! كان كارل ماركس يرى في العملية آنفة الذكر إجحافا بحق العامل وأن هناك خللا في تطبيق العدالة بين ما يجنيه العامل من عائد متمثّل في راتبه المقطوع وبين الربح الفاحش الذي يجنيه أرباب الأعمال. يعتقد ماركس أنّها مسألة وقت يعي فيها العمّال في شتّى أنحاء الأرض الأهداف المشتركة في تحقيق العدالة الإجتماعية ويتّخذ العمّال الخطوة الأولى في الإطاحة بأرباب الأعمال والقيام على تقسيم الثروة بينهم وعزل البرجوازيين من معادلة الرّبح وان هذا التصرّف سيكون تلقائياً وحتمياً!

إستناداً إلى نظرية كارل ماركس، سيتحوّل العالم الرأسمالي إلى عالم إشتراكي اشتراكية وفي النهاية سيقف به المطاف إلى الشيوعية. في بداية القرن العشرين، لم يكن العالم الرأسمالي قريباً على الإطلاق من نظرية ماركس بل على العكس، كان العالم الرأسمالي قويّاً أيما قوة مما أحدث شرخاً في أتباع ماركس وأطروحاته النظرية. فسّر بعض أتباع ماركس أنه بالإمكان تحقيق مجتمع إشتراكي بدون الحاجة للقيام بثورة وسمّيت هذه الفكرة بالإشتراكية الديموقراطية. أمّا بالنسبة لـلينين، فكان يقول أن ماركس لم يقدّر قوة الرأسمالية الإمبيريالية كما ينبغي وهناك حاجة للقيام بثورة عمّالية تأخذ السلطة من البرجوازيين وتسير باتّجاه تطبيق المبدأ الشيوعي وهذا أفضل تعريف للشيوعية.
كلمة "الشيوعية" في اللغة
هناك لبس كبير بين الكلمتين "شيوعية" و"إشتراكية" (يرى البعض ان الّلبس متعمّد) فعندما تَرِدْ إحدى هاتين الكلمتين في سياق الكلام، كـ "الإتحاد السوفيتي الإشتراكي"، يستنتج القاريء 3 أشياء: أن المَعنيّ في الكلام عضوٌ في منظمة شيوعية، أو عضوٌ يصبو إلى مجتمع شيوعي في المستقبل، أحزاب سياسية تأمل في رؤية مجتمع شيوعي في المستقبل المنظور ولا يتألف هذا المجتمع من حكومة تقوده أو تسيّره. إحتار المؤرّخون في إيجاد حل للعلاقة التي تربط الدول الشيوعية/الإشتراكية من جهة، و إهدار حقوق الإنسان في مثل هذه الدول من جهة أخرى. مؤسسات كـ KGB و NKVD أبلت بلاء حسناً في الفتك بالأبرياء والمذنبين والجدير بالذكر أن الدول أُحادية الحزب في تاريخنا المعاصر تميزت بالفتك بالإنسان وإهدار حقّه بحقّ و بدون حقّ. يعترض الماركسيون على ربط كلمة "الشيوعية" بالقمع ويصفون الكلمة بالمعنى السامي الذي يصف المجتمع بمجتمع بلا طبقية، وبلا حكومة تسنّ القوانين، وبلا ملكية إذ تعود الملكية للشعب كلّه، وبلا إضطهاد ولا إستغلال للعامل ومقدّراته!
أخلاقيات الشيوعية
السؤال الأساسي
كان يقال الشيوعية هي جعل كل شي مشاع من خلال اشاعة الأرض و الصناعة و النساء و قيل أيضاً أن الشيوعية تنكر الملحدة من أين تستمد تشريعات أخلاقها اذا انكرت الأديان فلن يعود هناك حلال و حرام فما هي أخلاق الشيوعية؟
الجواب بغض النظر عن نقاش الأديان فهو سؤال مستقل لكن كيف هي صورة الأخلاق من المنظور الشيوعي بشكلها العام و لفهم ذلك الشيوعية تطرح الأسئلة و من الأجوبة يبدأ النقاش و السؤال اذا قامت فرنسا المعروفة بأكثر نسبة زواج و انجاب غير شرعي حسب سارتر باصدار قانون يعاقب على الإنجاب الغير شرعي فهل سيمنع هذا القانون و يحد من ظاهرة التزاوج الغير شرعي و بصيغة أخرى اذا قامت دولة ما من الدول الاسلامية التي تمنع مطلقا الزواج الغير شرعي بتشريع الزواج الغير شرعي فهل ذلك سوف يسبب بانحلال أخلاقي إن جواب الشيوعية في الحالتين هو لا لان جوهر الماركسية في علم الإجتماع يعتبر البناء الفوقي للمجتمع انعكاس للبناء التحتى و بالتالي لا يمكن تشريع الأخلاق بالقوانين و من هنا يبدأ النقاش فكيف تكون العلاقات الإقتصادية هي مصدر التشريع و ليس القوانين قبل الخوذ في التفاصيل نأخذ عينة زمنية من المنطقة العربية ففي سوريا و مصر مثلا كان عمل المرأة من العيوب التي تتسبب بعدم زواجها في أواسط القرن العشرين و ما قبله لكن في نهاية القرن العشرين أصبحت المرأة الغير عاملة تعاني مشكلة ايجاد زوج رغم عدم تغير اي من القوانين أو الأعراف أو الأديان و عينة أخرى في أوروبا أبان القرون الوسطى كانت من أكثر الدول التي تشهد جرائم شرف رغم ان مصدر تشريعها المتكون في الأنجيل قام المسيح بمسامحة مريم المجدلية لكن بعد أزمة القطن و هي اسم أول الأزمات الإقتصادية التي شهدتها بريطانيا بدأت الأسرة بالانحلال أدت لاحقاً لاصدار تشريعات تتماشى مع الواقع و تسمح بتسجيل الطفل الغير شرعي
كيف ترى الشيوعية الأخلاق؟
ترى الشيوعية الأخلاق انعكاس للواقع الإقتصادي ففي ظل الرأسمالية يسيطر بشكل عام الزواج المنفعي الذي يتسبب بكثرة حالات الطلاق و الخيانات الزوجية و بسبب عدم العدالة الإجتماعية ترفع سن الزواج بسبب الفقر و بالتالي تزيد من نسبة إنحلال الأسرة و الأخلاق اما عندما تكون النساء متساويات ماديا في ظل الإشتراكية تصبح الحياة الزوجية أكثر رقيا لانها تعتمد على الحب و تكون الأسرة أكثر تماسكا لإن ساعات العمل في النظام الإشتراكي موحدة و لايضطر العامل للعمل أكثر من دوام لذلك ترى الماركسية أخلاق الشيوعية متطورة لما سبقها و بالتالي الشيوعية لا تغير في الأخلاق لكن الأخلاق تتغير تلقائياً للأفضل
هل الشيوعية تسن قوانين أخلاقية
الشيوعية ترى أن أخلاق مرحلة زمنية هي أخلاق الطبقة السائدة و التي تعبر عن مصالحها ففي النظام البرجوازي تكون أخلاق المجتمع هي أخلاق الطبقة الغنية في المجتمع أما في دولة العمال ستسود أخلاق العمال و هي أخلاق الطبقات الكبرى في المجتمع أما حول سن قوانين أخلاقية فليس من البعيد أن تزيد المحرمات من خلال رؤية علمية تلزم المتزوجين باجراء فحوص طبية تمنع ولادة اطفال مشوها او تنشر أمراض مستعصية لكن الشيوعية لا تقوم بسن قوانين أخلاقية و فرضها على المجتمع أو إيقاف عجلة التطور الأخلاقي و إعادتها للخلف
السؤال الأساسي
يؤخذ على الشيوعية أنها ستنتزع كل ما يملك الفرد منه و ستتدخل بحياته الخاصة حيث أن كل شيء أصبح للدولة ؟
اذا كنت لم تقرأ الماركسية كاملة أو قرأت مقالات في الإشتراكية فتجد أن مستقبل الشيوعية هو إنترزاع الملكية الخاصة لكن في الواقع الشيوعية تمر بمراحل بناء تبدأ برأسمالية الدولة حيث تبدأ الدولة بتملك وسائل الإنتاج الرئيسية من مصارف و معامل و مصادر طاقة و شركات كبرى ثم تدخل مرحلة الإشتراكية حيث تبدأ الدولة بالسيطرة على الملكيات الصغيرة و المساكن و الأراضي و يكون شعارها كل حسب عمله و لكل حسب جهده حيث أن المجتمع الشيوعي يكون مجتمع إنتاجي يتم فيه القضاء على طبقات التجار و السماسرة و تحول انتاج السلعة من دورة التجارة الطويلة إلى معادلة من المصنع للمستهلك ثم تدخل مرحلة الشيوعية حيث يصبح الشعار كل حسب عمله و لكل حسب حاجته
إذا تعترف الشيوعية بالتهمة ؟
طبعا تعترف الشيوعية بنزع ملكية الأغنياء و الملاك لتصبح كلها بيد الدولة في مرحلتها الأولى و مصادرة الأراضي و بالتالي عندما تعيد أرباحها لكل الشعب و ليس لبعض الأشخاص و يصبح مستفيد من خلال مجانية التعليم و الطبابة
سيصبح كل شي للدولة بالتالي لا ابداع للتميز
هنا يمكن أن تقول هناك أصحاب شركات لا يفقهون بعمل شركتهم بل تقوم أرباحها على تعب عمال يبعون و عندما يعود تعب العامل اليه و ليس لرب العمل سيبدع أكثر
لكن لا يمكن تصور حياة بدون أملاك!
هنا السؤال الجوهري هو هل قرأت البيان الشيوعي إن التبشير بالشيوعية هو تبشير بمرحلة حتمية ستمر بها البشرية و تقوم على أنقاض المرحلة الكوسموبوليتية حيث أنه في هذه المرحلة يكون سواد الشعب بدون ملكية نهائيا و عندما تقوم الثورة فهي تعيد الملكية للعمال
إذا الشيوعية تتنبأ بمرحلة قد لا تأتي!
الشيوعية تعتمد على قوانين لتحليل الواقع تسمى بقوانين الدياليكتيك و التي تقضي بلا حتمية أي شيء حتى الشيوعية فكل شيء متحول و خاضع لقوانين الدياليكتيك فالتنافس ليس أزلي لكن استمرار التنافس يؤدي للإحتكار و تمركز رأس المال في يد قلة من الناس و تحويل معظم الشعب إلى فقراء بدون أملاك و هنا يكون دور الشيوعية في إعادة الأملاك للناس
لكن مصادرة أملاك صاحب شركة ما سرقة؟
حسنا يقوم شخص بزراعة البندورة فيبيعها لتاجر جملة التاجر يبيعها لتاجر نصف جملة ثم لتاجر مفرق ثم للمستهلك اذا هناك على الأقل تاجران يأكلان من تعب المزارع دون عمل لكن عندما يكون الإقتصاد بيد دولة شيوعية يذهب المنتج من المزارع للمستهلك مباشرة و تعود باقي البضائع للمستهلك مباشرة فهنا أقل ما يمكن هناك أصحاب شركات لا يقومون باي عمل و يأخذون ربحهم من تعب العمال فهل السرقة بأن تأكل دون عمل أم و من عمل غيرك فما هي السرقة هي مصطلح يختلف تفسيره حسب الطبقة الحاكمة
دول شيوعية
• [+] اتحاد سوفييتي
• [+] الصين
• [+] اليمن الجنوبي
• [+] فيتنام
• [+] كوبا
• [+] كوريا الشمالية
• [+] لاوس
• [+] يوغوسلافيا
• ألمانيا الشرقية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق