الأربعاء، 31 مارس 2010
القهوة
تاريخ القهوة
اول اكتشاف لحبوب البن كان في اثيوبيا في القرن التاسع من الميلاد ودارت اسطورة طريفة عن كيفية اكتشاف هذا المشروب الرائع. في الاسطورة يحكى انه كان هناك راعي شاب يرعى الاغنام في البرية, ورأى هذا الراعي بعض الماعز يتقافز وكانت تصرفاتهم غير طبيعية. قرر الراعي ان يتبع الماعز, ظل يتتبعهم الى ان وصلوا الى هضبة ثم رئآهم يأكلون نبتة كانت غريبة الشكل على الراعي. قرر الراعي اكل الثمر الغريب الشكل وهو في الاصل ثمرة القهوة. بعد ان اكل الثمر اتاه نشاط غريب وظل يركض ويقفز ويغني الى ان وصل الى القرية وهو على هذه الحال. استغرب اهل القرية وسألوه ما بك قال لهم القصة ومن هنا عرفوا اهل القرية القهوة وكان هذا منشأ القهوة.
انتقلت القهوة سريعا الى بلاد العرب وأخذت شهرة ساحقة هناك الى درجة انها سميت من قبل الاوروبيين بنبيذ العرب. بعد ان اقيمت الدولة العثمانية عرفوا الاتراك القهوة واحبوها كثيرا وسموها كافيه. انتقلت القهوة من تركيا الى اوروبا وسميت بالانجليزية كوفي وهو مسمى مشتق من الاسم التركي الذي بالاساس مشتق من الاسم العربي.
انواع القهوة
هناك نوعان اساسيان من البن. بن ارابيكا (سمي تيمنا بالعرب) وبن روبوستا والسؤال هو ما الفرق بين النوعين. الفرق شاسع ويعود الى عدة اسباب منها طرق الزراعة والطعم والجودة.
قهوة ارابيكا
بن ارابيكا هو بن عالي الجودة يحتاج الى عناية في الزراعة لذلك هو غالي الثمن. اشهر مثال على هذا النوع من القهوة هو قهوة ستاربكس حيث ان جميع قهوة ستاربكس هي من هذا البن. يزرع ارابيكا فقط في المرتفعات المتوسطة الى العالية. الطعم هنا غني ورقيق وتحس بطعم عميق يصعب شرحة الا عند تذوقه. درجة الحموضة معتدلة (لا توجد فيه حلاة او حموضة) الطعم معتدل وليس فيه حدة. رائحته عبقة جميلة ونقية.
قهوة روبستا
بن روبستا ذو جودة منخفضة يزرع في مرتفعات ليست بالعالية، يتحمل ظروف نوعا ما قاسية في النمو ولا يحتاج الى عناية شديدة في زراعته مما ادى الى انخفاض ثمنه. واشهر مثال على هذا النوع هو نسكافيه وماكسل هاوس. الطعم فيه مرارة وشعور غريب غير ممتع بعد البلع. درجة الحموضة عالية نوعا ما. رائحة البن اقل قوة وحدة من الارابيكا. يمتاز هذا النوع من القهوة بسهولة الاعداد على عكس قهوة ستاربكس التي تحتاج الى اجهزة متخصصه لصنع القهوة.
القهوة فائدة ونشاط..
أم حذر وإدمان ..!
يقال إن نبات البن هو أول نبات تم نقله من موطنه إلى بقية بقاع العالم من أجل الأغراض الزراعية!
ومن أجل البن تم اختراع البيوت المحمية. وإن خلاصة (روح) البن هو المادة التي بسببها بدأ وضع ما يسمى بقوانين العقاقير.
وإن القهوة هي المشروب الأول المعروف على مستوى العالم بأسرة. وإنه بسببها قامت حروب مثلها مثل البترول.
فما حقيقة هذه القهوة؟ من أين جاءت؟ وأين تزرع؟ وكيف تصنع؟
ما حقيقة ما يقال عنها بأنها أكسير النشاط ووقود الذكاء؟
وما حقيقة ما يشاع عنها بأنها من عوامل خطورة أمراض القلب والسرطان؟
أسئلة وأسئلة .. وأسئلة أخرى وأخرى نفتح بها ملفنا هذا عن القهوة، المشروب الذي ضربت شهرته مشارق الأرض ومغاربها وأدمن شربها ملايين الناس.
أصل وفروع
ينسب اسم القهوة لإقليم من أقاليم أثيوبيا كافا وقلب حرف الكاف بالعربية إلى قاف . وحرفت Kaffa الكلمة قليلا لتصبح (قهوة) وكذا اشتق منها الأسماء كوفي وغيرها. أما موطن القهوة الأصلي Café وكافيية Coffee فهو أفريقيا وتحديدا أثيوبيا أو هو اليمن في الرواية الأخرى. وقد وجدت حفريات تشير إلى وجود أشجار البن في أثيوبيا منذ قرون وقرون. وإن حبوب البن كانت تباع وتشرب في اليمن منذ 800 عام قبل الميلاد ولعل موطنها كان اثيوبيا ثم حملت إلى اليمن حيث كانت الهجرات منذ أزمنة سحيقة أو لعل العكس هو الصحيح.
أما قصة اكتشاف القهوة ففيها روايات وأساطير، من اشهرها قصة خالدي راعي الغنم اليمني التي تتداولها الموسوعات العلمية المختلفة. وتقول القصة أن خالدي أفتقد بعض أغنامه وبحث عنها فوجدها عند شجيرات ليفية لها ثمرات عنبية وكانت تزهو وتتقافز حول الشجيرات بصورة لم يعهدها فيها.
وإنه وفي غمرة بحثه عن سر نشاط غنيماته تذوق شيئا من الشجر فأخذ يدندن ويقفز نشطاً نشوان. وتكمل الرواية أحداثها بمرور رجل مسافر (يسمى يعقوب) قرب خالدي وأغنامه والشجيرات، وتقول القصة إن الرجل كان منهكاً وإن أمامه بقية طويلة من سفر فاقترح عليه الراعي أكل ما أكل هو وغنيماته فأطاعه ونشط وكان يعقوب هذا رجلا فطناً أستاذا فأخذ شيئا من تلك الثمار متزوداً بها في سفره وأنه وصل بها إلى بلاده وباعها بأغلى الأثمان.
وهناك رواية أثيوبية أخرى تقول إن خالدي هو راع أثيوبي وإنه بعد نشاطه حمل الثمار إلى راهب القرية وقص خبره، فأخذ الراهب وألقى بها قرب النار، وقال إنها من عمل الشيطان وما لبث البن أن تحمص وأظهر نكهته الرائعة فأخذه أهل الدير وأكلوه فوجدوا في أنفسهم نشاطاً لاداء صلواتهم، وقالوا بل هو هبة من الله لإعانتهم على أداء طقوسهم الدينية. هذه روايتا خالدي فخذوا ما شئتم منها أعزاءنا القراء وكذبوا ما أردتم (وبلا تردد) فهي روايات لا سند لها.
"""""""""""""""""""""""""""
القهوة شهرة وانتشار
عرف العرب القهوة من اليمن منذ آلاف السنين، إلا أن التاريخ عن شهرة وانتشار القهوة قبل بداية القرن الخامس عشر بكثير، ولكن هناك تاريخاً حافلا بانتشار القهوة بعد نهاية ذلك القرن ويشير التاريخ أن الأوروبيين قد نهبوا شجرة البن في أواخر القرن الخامس عشر إلا أنهم أخفقوا في زراعتها لأن الأجواء عندهم باردة والشجرة لا تتحمل البرد. ومن أساطير ذلك الزمان قصة " بابا بودان" وهو رجل هندي استطاع أن ينقل سبعة من بذور البن (ربطها على بطنه ) ونقلها إلى "الشيخ ما جالجور" في جنوب الهند على وزرعها في غابة هناك وهي ما عرفت في ما بعد باسم الصيصان الهرمة.وما زالت تمد الإنتاج الهندي من القهوة بنسبة تصل إلى الثلث.
وتجمع كثير من الروايات أن القهوة كانت معروفة ومنتشرة في تركيا قبل عام 1500م، ويعتقد أن البن قد أدخل إلى تركيا عام 1480م أو ربما دخلها أثناء الحروب الصليبية. وقد كان العرب يعدون القهوة بدقها وتكسيرها أو طحنها ثم وضعها في الماء الساخن أو الفاتر. وقد عرف تحميص البن في تركيا عام 1450م ، ويقال إن أول ما عرف البن المحمص على مستوى تجاري في دمشق تحديداً وذلك لأن حديد دمشق كانت فيه الخصائص المناسبة لتحميص لابن. وإن تحميص البن كان في حاجة إلى جودو في المحمص حتى تحتفظ برطوبة ودهن ونكهة القهوة بصورة جيدة.
أوصاف خاصة
عائلة وأجناس
ينتمي نبات البن إلى عائلة نباتية تسمى ريوبيسيا (Rubiaceae) كوفيا (Coffea) ويحوي هذا الجنس 25 صنفاً من البن أشهرها الجنس العربي (Ciffea Arabuca) وجنس روبيوستا (Coffea Ribysta)، وهناك أجناس أخرى أقل شهرة من هذين الجنسين مثل إكسيليسيا وليبريكا واستينوفيلا وغيرها،.
بينهما فروق
شجرة قهوة الجنس العربي عادة أصغر من جنس روبيوستا حيث تعد الأولى شجيرة في حين أن الثانية شجرة كبيرة قد يصل نموها إلى حدود 30 قدما، إلا أنه لا يسمح بنموها أكثر من 15 قدماً حتى يتمكن الجناة من جني محصول البن بسهولة.
والجنس العربي ذاتي التلقيح (من نفس الشجرة) بعكس روبيستا. والروبيوستي اكثر في محتواها من الكافين وطعمها اكثر مرارة من العربي
+++++++++++
سلاطين وإمبراطوريات
لم يشع ذكر القهوة إلا عام 1543م عندما تبنى السلطان العثماني في ذلك الزمان شربها، وحمى تجارتها، ومن ثم فقد انتشر أمرها وتعاظم استهلاكها (بالبن المحمص) بين الأتراك. وقد أنشئ أول بيت (خان) للقهوة في إسطنبول عام 1554م وسمي "مقهى". ومن الإمبراطورية العثمانية انتقلت القهوة في بداية القرن السادس عشر إلى أنقاض الإمبراطورية الرومانية، وانتشرت المقاهي في شوارع روما القديمة بدرجة كبيرة ومن روما إلى بقية الأقطار الأوروبية وغرب آسيا والهند.
ومما يذكر هنا أن القهوة كانت مبعدة عن النساء في أوروبا، وأنهن كن يشربنها متخفيات عن أزواجهن و ما لبث أن ذاع أمرها بينهن بل صدر قانون يقول بحق تطليق المرأة لزوجها إذا لم يكن قادرا على جلب القهوة لها.
من أوروبا إلى الشرق
أدخل الهولنديون القهوة إلى أندونيسيا شرقاً وتم ذلك بإدخال شجرة البن إلى "جاوا" عام 1696م، وتعد شجرة البن واحدة من الأشجار السبعة المنهوبة من الجزيرة العربية، وأصبحت "جاوا" بعد ذلك أحد المصدرين الأساسين لتصدير البن إلى أوروبا كان المصدر الآخر هو "مخا" في اليمن.
أوراق وأزهار
أوراق شجرة البن شبه بيضاوية غامقة الخضار شمعية السطح طولها حوالي 4 – 6 بوصة، تنمو متقابلة بين كل ورقتين وأخرى على الغصن ما بين 1 – 3 بوصة أما الأزهار فهي بيضاء اللون.
خصائص نمو
تنمو أشجار القهوة في أجواء مختلفة ولأجواء النمو تأثير واضح على المحصول كما وجودة. وأفضل أجواء النمو هي حرارة 25م على جانبي خط الاستواء وتنمو الأنواع العربية على ارتفاع 3000 إلى 6000 قدم أعلى من سطح البحر. ويمكن لشجرة القهوة أن تعطي محصولا لمدة 60 سنة ولكن معظم الأشجار تعطي محصولا لمدة 20 سنة. وتطرح الشجرة باكورة إنتاجها (أول الثمار) في عمر 3 إلى 5 سنوات.
ثمار البن
تنمو ثمار (حبوب) البن في عناقيد. وكل ثمرة تخرج في العنقود خضراء اللون بحجم 15 إلى 35 مللتر (حوالي 5. 0 إلى 1 بوصة) وبعد أن تنضج تتحول إلى اللون الأحمر ، ثم في نهاية النضج تصبح بنية أو بنية محمرة تتساقط بل يتم جني المحصول قبل تساقطه.
في كل ثمرة من ثمار القهوة هناك بذرتان متقابلتان ونادراً جدا ما تعطي الثمرة بذرة واحدة أو أكثر من بذرتان. تلف البذرتان طبقة هشة يطلق عليها القشرة الفضية ويحيط بهذه الطبقة غلافان داخلي هش وآخر خارجي صلب.
تتركب حبة البن الجاهزة لصناعة القهوة من نشويات بنسبة تصل إلى 50 % من وزنها وحوالي 12 % بروتين و10 % ماء و7 % دهن و4 % معادن والبقية مواد أخرى بسيطة. وبها حوالي 1 % إلى 2 % كافين وعلى العموم فإن هذا التركيب لحبة البن يتفاوت بصورة أو بأخرى حسب نوع البن ومصدره، كما أن تحميصه يخل بهذه النسب.
• الأتراك هم أو من نقل القهوة العربية إلى تركيا، وفي عهدهم عرف تحميص البن.
• من تركيا كان انتقال فكرة المقاهي إلى أوروبا.
• الهولنديون هم من أدخل القهوة على جاوة.
• من مخا وجاوة كان انتقال أفخر أنواع البن إلى أوروبا.
وكانت القواعد
وعليه فقد كانت أشهر أنواع القهوة في أوروبا قهوة جافا Java وموكا Moca نسبة إلى جاوا ومخا.
أما في إسطنبول فقد بقيت قهوة البن المحمص، وعرفت بعد ذلك بالقهوة التركية وبقي العرب يدقون البن بالهاون "الهوند" ويضعون عليه الماء وكانت القهوة العربية.
وكان الانتشار الموثق
إن الأحداث التي انتشر بها نبات البن حول العالم بعد القرن السادس عشر تكاد تكون موثقة تاريخياً وإن كان يشوب قصص تلك الأحداث شئ من عدم الدقة والذي قد يصل أحياناً إلى ما يشبه الأساطير والحكايات.
فيقال إن الملك لويس الرابع عشر (ملك فرنسا عام 1643 – 1715م) كان كييفاً شارباً شرهاً للقهوة، وكان الهولنديون في ذلك العصر هم سادة البحار بلا منازع، وأنهم هم من نقل القهوة إلى الأقطار الأوروبية (إنجلترا وأسبانيا وفرنسا) وقد طلب الملك لويس من أحد البحارة الهولنديين أن يحضر له بعض أشجار القهوة من اليمن أو أندونوسيا فأحضر له ما أراد. ويقال إن من أعطى الملك لويس شجيرات البن كان عمدة أمستردام من حدائق أمستردام النباتية عام 1714م. وأياً تكون الروايتان الصحيحة فإن الملك كان يعلم بتجارب الفرنسيين الفاشلة في زراعتهم للبن بسبب الصقيع هناك. لذل فقد أمر ببناء بيت يحمي أشجار البن من الصقيع، ومن هذه الحادثة عرف أول بيت محمي (صوبة Green) في العالم ونسب إلى الملك لويس الرابع عشر بل ينسب على هذا الملك الفضل في زراعة القهوة في أجواء لا تتحملها شجيراتها في مناطق كثيرة من العالم. حيث حملت القهوة إلى الأمريكتين وعرفت في الكاريبي عام 1720م والبرازيل عام 1723م ، وما إن حل عام 1893م حتى أكمل نبات البن رحلته حول العالم حيث أدخل مدغشقر عن طريق كينيا وتنزانيا. لذا فكان أول نبات يزرع حول العالم في ذلك الزمن المبكر.
وما أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها حتى غدا البن محصولاً عالمياً وتغيرت أماكن زراعته لما حدث من تغير في خارطة العالم ودوله، فتغيرت زراعته وأدت الأمراض والإهمال إلى رحيله من مناطق كانت تذخر بأشجاره، وأدى الجو من جهة والجهل من جهة أخرى إلى اقتلاع شجيراته من مزارع بكاملها وأعيد إدخاله في دول أخرى.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق