الأربعاء، 31 مارس 2010

النمر


النمر حيوان لاحم ضخم من فصيلة السنوريّات و هو أكبر أعضاء الفصيلة، وهو المسمّى بالعربيّة خطأ بالنمر (النمر مرقّط و يشتق إسمه من صفة أنمر أي مرقّط). تعتبر شبه القارة الهنديّة موطن أكثر من 80% من الببور البريّة في العالم، وتقطن الببور الغابات أو الأراضي العشبيّة حيث يساعدها فرائها المخطط على التموّه بشكلٍ كبير وبالتالي إصطياد فرائس تكون في العادة أكثر رشاقة و سرعةً منها. تحب الببور أن تنزل في الماء بشكلٍ مستمر في الأيام الحارّة، لكنها على عكس اليغاور (نوع من السنوريّات قريب للنمر) لا تعتبر سبّاحة قويّة بل مجرّد محبة للإستحمام حيث تشاهد في البرك و الأنهار و المستنقعات.تصطاد الببور بشكلٍ منفرد حيوانات عاشبة متوسطة أو كبيرة الحجم من شاكلة الأيائل، الخنازير البريّة، الغور (نوع من الثيران البريّة)، و جواميس الماء، كما أنها قد تصطاد طرائد أصغر حجماً أحياناً. يعتبر الأنسان الخطر الأساسيّ على الببر، فغالباً ما تحصل عمليّات قنص غير شرعيّة للببور من أجل الحصول على فرائها و عظامها و كل عضوٍ من جسمها تقريباً للإستخدام في الطب الصيني التقليديّ لإنتاج عقاقير يزعم أنها مسكنة للآلام و منشطة.لهذه الأسباب بالإضافة إلى تدمير المسكن، فقد تراجعت أعداد الببور بشكلٍ كبير في البريّة، فمنذ قرنٍ مضى كان هناك حوالي 100،000 ببر في العالم أما الآن فقد إنخفضت الأعداد إلى حوالي 5،000 فقط، و جميع سلالات الببر تم وضعها على لائحة الحيوانات المهددة بالإنقراض.
الصفات الجسديّة الخارجيّة

أنياب الببر الكبيرة بالإضافة إلى قوّة فكّيه تجعل منه مفترساً فائقاً
الببور هي أضخم السنّوريات حجماً و أثقلها وزناً، و بالرغم من أن سلالات الببور المختلفة تمتلك خصائص مختلفة، إلا أن ذكر الببر يبقى يزن بين 180 و 320 كلغ بينما تزن الأنثى بين 120 و 180 كلغ، ويبلغ متوسط طول الذكور بين 2،6 و 3،3 م بينما تبلغ الإناث بين 2،3 و 2،75 م، ومن بين الفصائل الحيّة اليوم تعد السلالة السومطريّة (الببر السومطري) أصغرها حجماً بينما تعد السلالة السيبيريّة (الببر السيبيريّ) أكبرها حجماً. تختلف ألوان خطوط الببور من البنّي الفاتح إلى الداكن أو الأسود الصافي، كما أنها قد تختفي أحياناً عند الببور البيضاء، التي لا تعتبر سلالة منفصلة بل مجرّد ببور بنغاليّة بلونٍ مختلف.تختلف كثافة و شكل الخطوط بين السلالات المختلفة، ولكن يظهر أن معظم الببور تمتلك أكثر من 100 خطّ ولعلّ أن السلالة الجاويّة (سلالة جزيرة جاوة، الببر الجاويّ) كانت تمتلك خطوطاً أكثر من هذا.تختلف أنماط الخطوط بين كل فردٍ من الفصيلة، بالتالي يمكن تعريف الأفراد حسب نمط خطوطها كما تستعمل البصمات لدى الإنسان، إلا أن هذه الطريقة لا تعتبر المفضّلة لدى العلماء بسبب صعوبة تسجيل النمط الخطّي لببر برّي.يبدو بأن وظيفة الخطوط هي للتمويه فقط حيث تعمل على تخبئة الببر عن أعين الطرائد، و تظهر الخطوط ليس فقط على الفراء بل على الجلد أيضاً.تمتلك الببور عدسة عاكسة في أعينها يعتقد أنها تساعدها على تحسين رؤيتها في النهار بدلاً من تحسين قدرتها على رؤية الألوان كما كان يعتقد في السابق.
طرق الصيد
تصطاد الببور عبر إنشاء كمين في الغالب لطريدتها كما تفعل بقيّة السنوريّات حيث تقوم بإستخدام حجمها الكبير و قوتها لإسقاط فريسها على الأرض ومن ثمّ قتلها عبر عضّ مؤخرة العنق مما يتسبب بتحطيم العمود الفقري للطريدة أو ثقب قصبتها الهوائيّة أو قطع الشراين الحيويّة، أما بالنسبة للطرائد الكبيرة فهي تفضّل بالغالب قتلها بعضّةٍ في الرقبة.يقوم الببر بعد إسقاط الطريدة بتثبيتها على الأرض و التمسّك بعنقها بشكلٍ ثابت حتى موتها، كما يعرف عن الببور أنها تصطاد في الماء فقد تمّ تسجيل بعض الحالات التي قامت فيها بعض الببور بمهاجمة صيادين الأسماك على متن قواربهم أو إنتزعت منهم صيدهم.إن معظم الببور لا تصطاد الإنسان سوى بحال يأسها الشديد للقبض على طريدة، ولعلّ أن مجرّد 3 أو 4 ببور من أصل 1000 تقتل إنساناً خلال حياتها بأكملها، فالببور أكلة الإنسان تكون في الغالب جريحة أو مريضة أو طاعنة في السن ولا تقوى على صيد طريدة طبيعّة لها لذلك تلجأ إلى طرائد أصغر حجماً و أبطأ حركةً.كما باقي السنوريّات، فإن الببور في الغالب لا تنظر إلى الإنسان كطريدة طبيعيّة لها بسبب خوفها الغريزيّ منه و إعتباره خطراً لها، إلا أن هذا الأمر لا يصح في منطقة مستنقعات "سوندرباندز" في خليج البنغال التي أظهرت إرتفاعاً في عدد الببور أكلة الإنسان والتي كانت بمعظمها سليمة و تعتبر الإنسان فريسة لها.تستطيع الببور في البريّة أن تقفز إلى إرتفاع 5 م و إلى بعد 9-10 أمتار مما يجعلهم أحد أكثر الحيوانات القادرة على القفز العالي، وقد تم توثيق حالات قامت فيها ببور بقتل مواشٍ تزن 50 كلغ و القفز بها من فوق سياجٍ علّوه مترين، و يساعدها على التشبث بالطريدة قوائمها القويّة المعدّة للتمسّك بالفريسة المقاومة من دون إفلاتها و التعرّض لإصابة خاصةً مع الطرائد الكبيرة من شاكلة الغور، وتكفي في العادة ضربة واحدة من هذه القوائم لقتل ذئبٍ بالغ أو تصيب أيل الصمّبر البالغ وزنه 150 كلغ بجراح بالغة.
السلوك الإجتماعيّ

أماكن تواجد الببر (اللون الأحمر)
الببور حيوانات تعيش منفردة وهي أيضاً إقليميّة تدافع عن حوزها بشراسة.تبلغ مساحة حوز الإناث في الغالب حوالي 20 كلم2 بينما تكون مساحة حوز الذكور أكبر بكثير، إذ تغطّي حوالي 60-100 كلم2، وتتقاطع حوزة الذكور مع حوزة العديد من الإناث، ولا تتحمّل الذكور وجود ذكورٍ أخرى في منطقتها، وبسبب طبيعتها العنيفة فإن النزاعات الإقليميّة غالباً ما تنتهي بمقتل أحد الذكرين.يقوم الذكر برشّ البول على الأشجار ليعلّم حدود منطقته كما يترك إفرازات من غدّة شرجيّة بالإضافة إلى تعليم الطرقات بالبراز.تبدي الذكور تعبيراً مميزاً لشكل وجهها عندما تشم رائحة بول الإناث لتحديد مدى جهوزيتها للتزاوج. تكون الأنثى متقبّلة للتزاوج لبضعة أيامٍ فقط، وخلال هذه الفترة يحصل الجماع بشكلٍ متواتر و مستمر، وتمتد فترة الحمل 103 أيام يولد بعدها 3-4 جراء يزن كل منها حوالي كيلوغراماً واحداً.تقوم الأنثى بتربية صغارها لوحدها، فالذكور المتجوّلة قد تقتل الجراء لجعل الأنثى متقبّلة للتزاوج من جديد، وفي عمر الثمانية أسابيع تصبح الجراء مستعدّة لمغادرة العرين مع والدتها ثم تصبح مستقلّة بحلول شهرها الثامن عشر إلا أنها لا تترك والدتها حتى تبلغ عامها الثاني أو الثاني و النصف، و تبلغ النضوج الجنسي بحلول عامها الثالث أو الرابع.
تسيطر الإناث في الغالب على حوز بجانب حوز والدتها بينما تبتعد الذكور إلى مناطق أبعد لتسيطر على مناطق خاصة بها عبر التقاتل و الإطاحة بذكرٍ مسيطر، وتنجب إناث الببور خلال حياتها في العادة عدداً مماثلاً من الذكور و الإناث، كما تتناسل الببور بشكلٍ جيّد في الأسر حيث يظهر أن الجمهرة الأسيرة في حدائق الحيوان في الولايات المتحدة تضاهي الجمهرة البريّة العالميّة من حيث العدد. تقتات الببور غالباً في البريّة على الأيائل، الخنازير البريّة، و الماشية البريّة مثل الغور و جواميس الماء، بالإضافة إلى صغار وحيد القرن و الفيلة، كما أنها قد تفترس النمور و الدببة. يعرف أن الببور السيبيريّة والدببة البنيّة يشكلان خطراً على بعضهما البعض و يقومان في الغالب بتجنّب بعضهما، إلا أن بعض الإحصائات تظهر أن الببور السيبيريّة غالباً ما تنجح في قتل دببة بنيّة أصغر حجماً منها بحال إلتقيا، كما يظهر بأن هذه الببور تقوى على قتل الدببة البنيّة الكبيرة في بعض الأحيان.تعتبر أيائل الصمّبر و الخنازير البريّة و الغور طرائد الببر المفضلة في الهند، أما صغار الفيلة و وحيد القرن فلا يقربها الببر إلا بحال شردت عن والدتها أو القطيع، و قد تمّ تسجيل حالة واحدة فقط قام فيها ببر بقتل أنثى وحيد قرنٍ هنديّ.
تفضّل الببور في العادة الطرائد الكبيرة الحجم مثل أيائل الصمّبر و الغور و جواميس الماء لأنها تؤمّن لها طعاماً لعدّة أيام مما يجنبها الحاجة إلى الصيد مجدداً، و تعتبر الببور المفترسات الرئيسيّة عبر موطنها بأكمله حيث لا ينافسها على الطرائد أي مفترس أخر غير الكلاب البريّة الهنديّة (المعروفة ب"الدّول") والتي تعوّض عن حجمها بأعدادها الكبيرة.قد تهاجم الببور الحيوانات الكبيرة مثل الفيلة و وحيدة القرن، لكنها تفضل دوماً الصغار منها بدلاً من البالغة متى سنحت لها الفرصة، غير أن الببر الجائع قد يهاجم أي شيئ يعتبره فريسة محتملة له بما في ذلك الإنسان، ويعرف عن الببور بأنها تفترس التماسيح متى كانت الأخيرة على اليابسة تمت دراسة الببور في البريّة بإستخدام العديد من التقنيات، فقد كان يتم تقدير عدد جمهرة الببور في الماضي بإستخدام قوالب جصّ لأثار أقدامها، وفيما بعد تمّ إسخدام كاميرات فخيّة لإلتقاط صورٍ لها، و مؤخراً أصبح الحصول على الحمض النووي من عينات برازها طريقة جديدة لدراستها، كما كان تطويقها بطوقٍ لاسلكي وسيلة مألوفة لدراستها في البريّة.
السّلالات الحية
هناك 9 سلالات من الببور، ثلاثة منها منقرضة و واحدة يكاد يؤكد إنقراضها في المستقبل القريب، كان موطن الببور يشمل عبر التاريخ: روسيا، سيبيريا، إيران، أفغانستان، الهند، الصين، أجزاء من شماليّ العراق و تركيا، و جنوب شرق آسيا بما فيها الجزر الإندونيسيّة.يعتقد العلماء أن سلالة جنوب الصين (ببر جنوب الصين) كان السلالة الأولى التي تحدرت منها البقيّة، و يصنفون السلالات الحيّة اليوم حسب الترتيب التنازلي بالنسبة لأعدادها في البريّة:
السلالة البنغاليّة

الببر البنغاليّ
(الببر البنغالي أو الببر البنغالي الملكيّ) تتواجد في أجزاء من الهند و بنغلاديش و النيبال و بوتان و ميانمار.تعيش هذه السلالة في مساكن مختلفة مثل الأراضي العشبيّة، غابات الأمطار الإستوائيّة و شبه الإستوائيّة، الأحراج، الغابات النفضيّة الرطبة و الجافّة، وغابات القرم.تقدّر الحكومة الهنديّة جمهرة هذه السلالة بين 3،100 و 4،500 أو 3،000 ببر يتواجد في الهند وحدها، غير أن بعض المحافظين على الببور يرون هذا العدد مبالغاً فيه و يعتقدون أن عدد الببور في الهند يبلغ أقل من 2000 ببر بما أن معطيات الأبحاث التي أقيمت عن هذا الموضوع تظهر هذا العدد. أن هذه السلالة تتعرّض لضغوطات شديدة مع أنها أكثر السلالات شيوعاً وذلك بسبب تدمير المسكن والصيد غير الشرعيّ.في عام 1972 أطلقت الهند مشروعاً ضخماً للحفاظ على أعداد الببور يسمّى "مشروع الببر"، وقد نجح هذا المشروع في رفع أعداد الببور من 1،200 ببر في السبعينات إلى 3،000 في التسعينات و أصبح يعتبر من أنجح مشاريع الحفاظ على الحياة البريّة، إلا أن هذه الأعداد أخذت تظهر إنخفاضاً مجدداً مؤخراً بسبب الصيد الغير الشرعيّ حيث فقدت إحدى المحميّات (محميّة "ساريسكا") جميع ببورها.تزن الذكور البنغاليّة من 200 إلى 295 كلغ و الإناث حوالي 120-180 كلغ، وفي البريّة تزن معظم الذكور عادةً 205 إلى 227 كلغ بينما تزن الإناث حوالي 140 كلغ، كما أن هناك بضع حالات وصل فيها وزن بعض الذكور المصادة إلى أكثر من 300 كلغ مثل حالة أحد الذكور الذي قتل في النيبال في عام 1942 والذي بلغ وزنه 318 كلغ، بينما بلغ وزن ذكر أخر قتل في الهند في عام 1910 317 كلغ، أما أضخم ببر قتل يوماً كان ذكراً يبلغ طوله 3،3 م و بلغ وزنه قرابة 390 كلغ، وقد قتل في عام 1967.
السلالة الإندونيسيّة

الببر الإندونيسيّ
(الببر الإندونيسيّ أو ببر كوربت) تتواجد في كامبوديا و الصين، لاوس، ميانمار، تايلاندا و فايتنام.يقدّر عدد جمهرة هذه السلالة بين 1،200 و 1،800 ببر ويبدو أن معظمها يتواجد في الجزء السفلي من موطنها، تعيش المجموعة الأكبر حجماً اليوم في ماليزيا حيث يتحكّم بالصيد غير القانوني بشكلٍ صارم، إلا أن الجمهرة بأكملها لا تزال مهددة بشكلٍ كبير بسبب هشاشة مسكنها و التناسل الداخليّ، كما أنه في فيتنام يتم قتل هذه الببور لتأمين طلب الصيدليّات الصينيّة على الأدوية التقليديّة المشتقة من أعضائها، و يراها المحليّون الفقراء كوسيلة لتخفيف ضيق الفقر عنهم. الببور الإندونيسيّة أصغر حجماً و أقتم لوناً من الببور البنغاليّة و يبلغ حجمها حجم الأسود الإفريقيّة تقريباً، حيث تزن الذكور بين 150-190 كلغ بينما تزن الإناث بين 110-140 كلغ.
السلالة المالاويّة
(الببر المالاويّ)، تتواجد هذه السلالة بشكلٍ حصريّ في الجزء الماليزيّ الجنوبي من شبه الجزيرة المالاويّة ولم تكن تعتبر سلالة منفردة حتى عام 2004.تظهر البحوث أن هناك حوالي 600-800 ببر بريّ من هذه السلالة مما يجعلها ثالث أكبر سلالة في العالم بعد السلالة البنغاليّة و الإندونيسيّة. يعتبر الببر المالاويّ رمزاً وطنيّاً في ماليزيا حيث يظهر على شعار القوات المسلّحة و على بعض المؤسسات الماليزيّة.
السلالة السومطريّة
(الببر السومطريّ)، تتواجد هذه السلالة على جزيرة سومطرة الإندونيسيّة فقط حيث يقدّر عدد الجمهرة البريّة بين 400 و 500 ببر تقطن جميعها في المنتزهات القوميّة الخمسة في الجزيرة. أظهرت بعض الأدلة الجينيّة مؤخراً أن هذه السلالة تمتلك خصائص فريدة بها فقط مما يعني أنها قد تتطوّر لتصبح فصيلة منفردة إذا لم تتعرّض للإنقراض مما جعل البعض يفترض أن على الببور السومطريّة أن تحظى بحمايةٍ أكبر من السلالات الأخرى.يعتبر تدمير المسكن الخطر الأساسي على هذه السلالة حيث أن التحطيب يتواصل دائماً حتى بداخل المنتزهات الوطنيّة المحميّة، كما تمّ قتل 66 نمراً أي 20% من المجموعة الأساسيّة بين عاميّ 1998 و 2000، وتعتبر السلالة السومطريّة أصغر السلالات الحيّة اليوم إذ يبلغ وزن الذكور البالغة بين 100-130 كلغ و الإناث 70-90 كلغ و يرجّح صغر حجمهم إلى الغابات الكثيفة التي تقطنها في جزيرة سومطرة، بالإضافة إلى حجم الطرائد الصغير.
السلالة السيبيريّة

الببر السيبيريّ
(الببر السيبيريّ، الببر الشماليّ، الببر المنشوريّ، ببر شمال الصين)تتواجد تقريباً فقط في سيبيريا حيث تعتبر هناك محميّة الأن، وقد أظهر أخر إحصائين (في عاميّ 1996 و 2005) وجود 450-500 ببر سيبيريّ في موطنها الغير متجزّء مما يجعلها إحدى أكثر السلالات التي لا تعيش في عزلة عن بعضها البعض.تعتبر هذه السلالة أكبر السلالات إذ وصل وزن أكبر ببر سيبيريّ برّي تم قياسه إلى 384 كلغ، بينما بلغ وزن أحد الببور السيبيريّة الأسيرة 423 كلغ، وتنمو بعض الببور البنغاليّة لتيلغ نفس طول السيبيريّة لكنها تكون أقل إمتلاءً.يبلغ وزن ذكر هذه السلالة حوالي 227 كلغ ولكنه قد يزن أيضاً من 205 إلى 364 كلغ، ويتميّز الببر السيبيريّ بفرائه الكثيف و بلونه الذهبيّ الباهت و بعدد خطوطه القليل، يعد الببر السيبيريّ أكبر السنّوريّات الحيّة جميعها فقد يبلغ حجم أحدها البالغ من العمر ستة أشهر حجم نمر.
سلالة جنوب الصين
(ببر جنوب الصين)، تعتبر هذه السلالة أكثر سلالات الببور المهددة بالإنقراض حيث يعتبر من المؤكد تقريباً إنقراضها في المستقبل القريب، كما إنها تعتبر السلالة الأولى من الببور و التي تحدرت منها باقي السلالات كما إنها من أصغر السلالات.يتراوح طول ببر جنوب الصين من 2،2-2،6 م (للإناث و الذكور)، بينما يزن الذكور بين 127 و 177 كلغ و الإناث بين 100 و 118 كلغ، ويظهر أن أخر ببر بريّ من هذه السلالة قتل في عام 1994 ولم تعد تشاهد هذه الببور في مؤلها الطبيعيّ منذ العشرين سنة الأخيرة.أصدرت الحكومة الصينيّة في عام 1977 قانوناً يمنع صيد الببور البريّة ولكن يبدو أن القانون صدر متأخراً لإنقاذ السلالة، وهناك حاليّاً 59 ببراً أسيراً من هذه السلالة فقط و جميعها في الصين ولكن يعرف بأنها تتحدّر من ستة حيوانات فقط، لهذا فإن التنوّع الجيني لديها و المطلوب للحفاظ على جمهرة سليمة منها لم يعد موجوداً مما يرجّح إنقراضها القريب، وهناك حاليّاً جهود لمحاولة إطلاق سراح هذه الببور في البريّة بحلول عام 2008.
السّلالات المنقرضة
تعتبر الببور غير مألوفة في سجلات الأحافير، فأقدم الأحافير التي وجدت للببور تعود إلى العصر الحديث الأقرب (البليستوسين) في آسيا، كما تم إكتشاف أحافير أخرى تبلغ 100،000 سنة في ألاسكا ولعلّ هذا يفسّر بسبب إرتباط ألاسكا بروسيا بواسطة جسرٍ بري خلال العصور الجليديّة، ولعلّ هذا الببر الألاسكيّ هو من جمهرةٍ للببور السيبيريّة التي قطنت أميركا الشماليّة.بالإضافة إلى ذلك فقد إكتشف بعض العلماء بعض التشابه بين عظام الببور و عظام الأسد الأميركيّ (السّلالة الأميركيّة للأسد) مما جعلهم يفترضون أن الأسد الأميركيّ كان صنفاً من الببور التي قطنت العالم الجديد، كما ظهرت عظام الببور في اليابان وقد دلّت هذه الأحافير أن الببر الياباني لم يكن أكبر حجماً من السلالات التي تقطن الجزر في الوقت الحالي، ولعلّ هذا يفسّر بسبب ضيق مساحة البلد أو بسبب حجم الطرائد الصغير.أما سلالات الببور المنقرضة الأخرى:
سلالة بالي

ببر باليّ متصيّد
(ببر بالي) كانت هذه السلالة محصورة دوماً في جزيرة بالي و قد تم صيدها حتى الإنقراض، يعتقد أن أخر فرد من هذه السلالة تم قتله في غرب بالي في 27 أيلول(سبتمبر) 1937 و قد كانت أنثى بالغة، لم يتم الإحتفاظ بأي من هذه السلالة في الأسر.لا تزال هذه السلالة تلعب دوراً في الإحفالات الهندوسيّة الباليّة.
سلالة جاوة
(ببر جاوة)، كانت هذه السلالة محصورة في جزيرة جاوة الإندونيسيّة حيث يبدو أنها إنقرضت في الثمانينات من القرن العشرين بسبب الصيد و تدمير المسكن، ولكن يظهر بأن إنقراضها و تدهورها كان متوقعاً منذ الخمسينات (عندما كان يعتقد أن هناك أقل من 25 ببراً في البريّة).تمّت مشاهدة أخر عينة بريّة في عام 1979.
السّلالة القزوييّة أو السّلالة الفارسيّة

ببر قزوينيّ في حديقة حيوان برلين عام 1899
(الببر القزوينيّ أو الببر الفارسيّ)، تبدو هذه السلالة أنها إنقرضت في الستينات من القرن العشرين وقد كانت أخر مشاهدة لها في عام 1968، ولكن يعتقد أن أخر فرد من هذه السلالة تم قتله في عام 1970 في أقصى جنوب شرق تركيا.كان موطن هذه السلالة يشمل عبر التاريخ أفغانستان، إيران، العراق، باكستان، الإتحاد السوفياتي السابق، و تركيا.كانت هذه السلالة صفراء اللون و سوداء الخطوط كما يقال، كما كانت إحدى السلالتين من الببور التي إستخدمها الرومان (الأخرى هي السلالة البنغاليّة) لمصارعة المجالدين و أنواعاً أخرى من الحيوانات مثل أسد المغرب (سلالة المغرب).
سلالة ترينيل
(ببر ترينيل)، تعتبر هذه السلالة أقدم السلالات المنقرضة (إنقرضت منذ 1،2 مليون سنة مضت)وقد وجدت مستحثاتها في منطقة "ترينيل" في جاوة في إندونيسيا.
في الطبّ التقليدي الصينيّ
تستخدم أعضاء الببر في الطبّ التقليدي الصينيّ حيث يعتقد العديد من سكان شرق آسية أن لها خصائص طبيّة، إلا أنه ليس هناك من تأكيد علميّ على هذه الأمور التي تشمل:
• طحن ذيل الببر و مزجه مع الصابون لإنتاج مرهم يشفي من سرطان الجلد.
• يفال بأن العظام على طرف ذيل الببر تساهم في طرد الأرواح الشريرة.
• عظام الببر المطحونة و الممزوجة مع النبيذ تنتج مشروباً تايوانياً يمنع العطش.
• يقال بأن جلد الببر يشفي حمّى تسببها الأشباح إذا جلس عليه الشخص المصاب.
• إحراق شعر الببر يبعد الديدان المئويّة (أم أربع و أربعين).
• خلط دماغ الببر مع الزيت و فركهما على الجسد يؤدّي للتخلّص من الكسل و البثور.
• معالجة عيون الببر إلى حبوب يؤدّي إلى منع الخفقان.
• إن إبقاء الشوارب كتعويذة سحريّة تؤدي حسب الأسطورة إلى الحماية من الرصاص و إلى زيادة الشجاعة.
• يمتلك المرء شجاعة كبيرة و يحمى من قتالٍ فجائي إذا إرتدى مخلب ببر للزينة أو حمل واحداً في جيبه.
• يمكن الحصول على القوّة و الدّهاء و الشجاعة عبر أكل قلب الببر.
• أضلاع الببر تعد طلسم للحظ السعيد.
• الأعضاء التناسليّة تعدّ منشطة جنسيّة.
• إن ربط العظام الصغيرة في قوائم الببر إلى معصم الأطفال تعتبر علاج حقيقيّ لمنع الخفقان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق